في عام 2020، كنت قد بدأت للتو مهنة جديدة في مجال التعليم. حصلت على دبلوم في فلسفة مونتيسوري وعملت لمدة عامين تقريبًا في حضانة تتبع منهج مونتيسوري. عندما تم اكتشاف COVID-19 لأول مرة، لم يتوقع أحد التغيير الهائل الذي سيحدث في جميع أنحاء العالم. أنا شخصياً كنت مستاءة للغاية من معظم القرارات المتخذة خلال هذه الفترة وتأثيرها على معظم السكان اقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا. ولكن بالنسبة لي كان هذا الوضع برمته دعوة للاستيقاظ. لقد ساعدني ذلك في معرفة الوجه الحقيقي للكثير من الأشخاص والمنظمات التي اعتبرتها جيدة من قبل. لقد سيطرت على حياتي وصحتي واتخذت اتجاهًا مختلفًا تمامًا عن الاتجاه الذي كنت أتخذه من قبل. أنا أعتبر هذا الحدث بمثابة انفتاح كبير بالنسبة لي، وأنا لست نفس الشخص بعده. واحدة من أكبر الأشياء التي تغيرت في داخلي هي وجهة نظري لنظام التعليم.

أثناء الإغلاق، أغلقت الحضانة التي كنت أعمل فيها. أطفالي الذين كانوا آنذاك 11 و8 سنوات قاموا ببرنامج المدرسة بالكامل عبر الإنترنت لمدة أربعة أشهر تقريبًا. لأول مرة، استطعت أن أرى ماذا وكيف يتعلم أطفالي بالتفصيل. كان ابني الصغير على ما يرام، لكنني اكتشفت أن ابني الأكبر لم يكن مهتمًا على الإطلاق بمعظم المواد التي يدرسها. كان يفعل دائما الحد الأدنى مما كان عليه فقط للانتهاء بسرعة والذهاب للعب أو مشاهدة التلفزيون. بدأ عدد قليل من المعلمين يشتكون لي من سلوكه. حاولت تشجيعه، ولكن بدون نتيجة مرضية. شعرت بخيبة أمل من سلوكه؛ استطعت أن أرى أنه لم تكن عنده رغبة للتعلم وهذا هو أساس ما تعلمته في فلسفة مونتيسوري. لقد شعرت بالضيق الشديد، وجعلتني رسائل البريد الإلكتروني للمعلمين أكثر انزعاجًا لأنهم لم يتمكنوا من توليد شرارة في ابني، وكانوا ينتظرونني فقط للرد وحل المشكلة بالنسبة لهم. كما يقول المثل القديم، هناك قشة قسمت ظهر البعير وهي أحد التعليقات من معلميه «نحن نحاول إعدادهم للاختبار». جعلتني هذه الجملة أدرك أن المدارس ليست هنا لإعداد أطفالنا للحياة، ولكن لاجتياز الاختبار. إنهم لا يعلمونهم ليكونوا مستقلين وواثقين وقادرين على التعلم بأنفسهم، وبدلاً من ذلك يقومون بإعدادهم ليكونوا دائمًا معتمدين على سلطة مثل المعلم الذي سيخبرهم بما يتعلمون وما هو صحيح وما هو خاطئ.

بعد هذه الصدمة، بدأت البحث عن بدائل أخرى. بدأت أبحث عن التعليم المنزلي واكتشفت أشياء جديدة تمامًا لم أكن على دراية بها. أنا أعتبر نفسي متعلمة بطريقة تقليدية لا أرى خارج الصندوق، استغرق الأمر مني رحلة طويلة للوصول إلى حيث ما أنا عليه اليوم. لطالما اعتقدت أن المدارس هي الخيار الوحيد للأطفال للتعلم. لم يكن لدي أدنى فكرة عن التعليم المنزلي، اعتقدت أنه نفس الشيء مثل المدرسة مع اختلاف وحيد وهو أن الوالدين هم الذين يقومون بالتدريس. ولكن بعد البحث، اكتشفت أنواع مختلفة من المدارس الصغيرة ومن طرق التعليم. قرأت هذين الكتابين «Free to Learn» لبيتر جراي و «How children learn» لجون هولت. حضرت ندوات مختلفة عبر الإنترنت حول التعليم المنزلي، وتعلمت عن تاريخ النظام التعليمي. هكذا تأكدت أنه لا ينبغي لأطفالي أن يعودوا إلى المدرسة. كان لدي مشكلة واحدة كبيرة وهي إقناع زوجي وأطفالي بذلك. استغرق الأمر مني حوالي شهرين للقيام بذلك.

خلال بحثي شاهدت مقاطع فيديو مختلفة من قمة التعليم المنزلي نظمتها. Galileo أعجبت حقًا بالكثير من المتحدثين في هذه القمة، و اقتنعت ببدء هذه الرحلة مع أطفالي بعد مشاهدة مقاطع الفيديو هذه مباشرة. كنت أعلم أنني لا أستطيع أبدًا القيام بالتعليم المنزلي التقليدي وتعليمهم نفس المنهج الذي يتم في المدرسة، ولم يكن الحل المناسب لهم. رأيت أن التعلم بهذه الطريقة لا يخلق شرارة فيهم ولا يساعدهم حقًا على أن يكونوا مستقلين وأن يجدوا هدفهم الحقيقي في الحياة. عندما بدأت بالنظر إلى ما تقدمه Galileo وفلسفتهم، أحببت ذلك. لقد وجدت أن التعليم الموجه ذاتيًا كان أقرب إلى فلسفة مونتيسوري لأن الاهتمام والاختيار يأتي من الطفل. نحن نعد البيئة المناسبة للطفل ونسمح له/لها بالعثور على اهتمامه والتعلم. بعد البحث في جميع الفرص التي لدينا، اخترت الانضمام إلى Galileo ووضعت خطة مفصلة بكل ما سنفعله خلال العام. أضفت في خطتي الأنشطة الرياضية التي يمكن للأطفال الانضمام إليها، مما سيساعدهم على التفاعل الاجتماعي مع أطفال وبالغين آخرين. بعد أن نضجت فكرة التعليم المنزلي في رأس زوجي، كان مقتنعا بأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. كان أطفالي أسهل قليلاً في الإقناع. كانت مشكلتهم الوحيدة في عدم العودة إلى المدرسة هي فقدان التواصل الاجتماعي والتفاعل مع أصدقائهم، كان هذا أهم شيء بالنسبة لهم في المدرسة. ولكن خلال هذه الفترة بعد COVID19، تغير التفاعل الاجتماعي الذي هو أهم شيء في المدرسة بشكل كبير. لم يكن لدى الأطفال وقت للعب معًا كما كان من قبل، وأجبروا على ارتداء الأقنعة طوال الوقت في المدرسة. ساعدتني هذه التغييرات في إقناع أطفالي بعدم العودة إلى المدرسة. قررنا أننا سنحاول التعليم المنزلي لمدة سنة ثم نقرر ما سنفعله في المستقبل بعد ذلك.

Share: