في جانب من جوانب التعليم المنزلي (Unschooling)، نتحدث كثيرًا عن السماح للأطفال باختيار ما يريدون تعلمه طوال الوقت. أوافق على أن الحرية هي ركيزة مهمة جدًا للتعليم الموجه ذاتيًا لأنه كلما كان هناك دافع داخلي، يصبح التعلم أسهل وأكثر تأثيرا. لكنني أعتقد أيضًا أن الأطفال يحتاجون أحيانًا إلى مزيد من التوجيه والتشجيع لتجربة أشياء جديدة. لطالما واجهت مشكلة مع أطفالي الذين لا يرغبون في تجربة أشياء جديدة وخاصة لأنهم كانوا في نظام مدرسي تقليدي لسنوات عديدة، وكانوا معتادين على أن يُطلب منهم دائمًا القيام بأي شيء يتعلمونه. عندما أفكر في هذا، أتذكر الكثير من المناسبات التي لم يرغب فيها أطفالي في تجربة بعض النشاطات. ولكن بعد الضغط عليهم في المرة الأولى، أحبوا ذلك وقبلوا الاستمرار في القيام بالنشاط. لا يمكننا اعتبار ذلك بمثابة إجبار للأطفال على التعلم، ولكنه إيجاد الفرص وتشجيعهم على تجربتها لفترة من الزمن. بعد ذلك يمكنهم تحديد ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في القيام بها أم لا. التوازن هو مفتاح مهم للغاية في كل ما نقوم به مع أطفالنا.
ما يجعل تطبيق الحرية الكاملة في عالم اليوم أمرًا صعبًا للغاية هو عدد المغريات التي توجد في متناول أيدي الأطفال من أدوات وأجهزة إلكترونية وأيضا الإنترنت فوق كل شيء. حتى البالغين لا يستطيعون دائمًا التحكم في أنفسهم، فكيف يمكن للأطفال القيام بذلك. لهذا السبب أعتقد أن دور الوالدين هنا مهم للغاية لتحقيق التوازن بين الحرية والتشجيع والإشراف. أستطيع أن أؤكد دون أدنى شك أن هذه المهمة ليست سهلة، وتستهلك الكثير من الطاقة من الوالدين، لكنني أعتقد حقًا أن الأمر يستحق ذلك من أجل سلامة أطفالنا ومستقبلهم.