مشكلة مدة جلوس الأطفال أمام شاشة الأجهزة هي أكبر معضلة في عالم اليوم. بالنسبة لمن يمارس التعليم المنزلي، تصبح المهمة أكثر صعوبة لأن الأطفال، وخاصة المراهقين، لديهم العديد من الدروس والتعلم الذي يتم عبر الإنترنت. هناك أفكار وانطباعات مختلفة حول هذه المشكلة. يعتقد بعض الآباء الذين يمارسون التعليم الحر (unschooling) أننا لا ينبغي أن نحد من وقت استعمال الأطفال للأجهزة، وأنه في سن معينة سيكونون قادرين على تنظيم استعمالهم بأنفسهم. أنا لا أوافق أبدا على هذه الفكرة. هناك بعض الأطفال الذين يملكون نضجًا كافيًا لتنظيم استعمالهم للأجهزة في نهاية المطاف، ولكن معظم الأطفال ليسوا كذلك. للأسف، تم إنشاء وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب والتطبيقات بطريقة تجعلها مدمنة وتشجع الناس على استهلاكها أكثر فأكثر. معظم البالغين في الوقت الحاضر مدمنون على هواتفهم، لذلك كيف يمكننا أن نتوقع شيئًا مختلفًا من أطفالنا؟
شخصيًا، أعتقد أنه من المهم جدًا مساعدة أطفالنا على الحد من استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، وخاصة كل ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو. القاعدة الأولى التي وضعناها في منزلنا هي عدم السماح بالأجهزة الإلكترونية في غرف النوم، مما يساعدني على رؤية ما يقوم به أطفالي على أجهزتهم. نحن أيضًا نحد من وقت لعبهم واستعمالهم لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. هناك الكثير من الأدوات التي تساعد الآباء على القيام بذلك، ويمكنك التحقق من ذلك والتحكم في التوقيت من هاتفك. القاعدة المهمة الثانية لدينا هي أن أطفالي لا يُسمح لهم بامتلاك هاتف شخصي حتى سن الرابعة عشرة. هذه القاعدة مهمة جدًا لأنها تؤخر استعمال وسائل التواصل الاجتماعي حتى يصبح الطفل أكثر نضجًا.
إدارة مدة استعمال الأطفال للأجهزة هي مهمة شاقة للغاية وتحتاج إلى الكثير من الصبر. لا أزال أجد صعوبة في عملها حتى بعد تحديد وتطبيق القواعد. من المهم أيضًا الاستمرار في التحدث إلى الأطفال حول الآثار الجانبية السلبية للأجهزة حتى يفهموا لماذا نقوم بكل هذا. عندما يفهم الأطفال ويرون قيمة الحد من الاستخدام السلبي للإلكترونيات، يصبح كل شيء أسهل بكثير. وجدت أيضًا أن المشاركة في الأنشطة الرياضية تساعد على مقاومة تأثير الأجهزة الإلكترونية، خاصة إذا كان لديهم تدريبات وفعاليات منتظمة. كما أن وجود وقت لعب مخصص خارج المنزل هو أيضًا طريقة مهمة جدًا للحد من استعمال الأجهزة.